يخيفني إنني قد بدأت أستعيد بقاياي منك….
رسالتي التي كتبتها ولم تصلك أعدتها إلى أدراجي….
وبدأت أخلعك من شريط ذاكرتي…..
يخيفني تقلص كتاباتي وتضائل حرفي لأنها لم تعد تعنيك حين كانت تتمدد بك وتطول بمحاذاتك….
بدأت أسترد ساعتي الوقتية التي كنا نتسلل فيها على أطراف أصواتنا ونخبئ فيها أحلامنا الوردية ونملئ جيوب نبضاتنا بأحاديثنا…..
تخيفني تلك الأيام التي ستأتي دون أن أسير معك في سطور أوراقي وأستظل معك تحت شجيرات أقلامنا…
ويخيفني غياب خربشات كتاباتنا على جدران قلبينا وإتساخ أيادينا بطباشير أحلامنا….
وهجران سرب حمائمنا من على شباك نوافذنا وكأنها رسائل سلامنا……
أتدرك معنى أن أستعيد إتزان صوتي وضجيج حديثي وتناقص أمنياتي منك….
أن أبني لنفسي وأحلامي قناعات أكثر صمتا وأعمق وضوحا من فقاعات وعودك…..
وأن أبدا بإنفصالي وإنشطاري من جلابيب ورقك وإسمك وأمنياتك وأستعيد أرقي وضجري وإضطرابي حين كنت ترتسم ملامح الغياب في براري أيامك وكنت أنا أقف مصلوبه تحت رماد حديثك…..
جميل أن تتذكرك صفحات دفاتري المثنيه بعد أن يكتمل إنسحابي من دهاليز روحك بعد أن أصبح ظل إمرأة في رفوف ذاكرتك……
إلى أي مدى سيكون لي مراسم تإبين في ساحاتك وفي قصائدك…..
وكم سيطول حدادك مني ومن ذكرياتي وأبياتي التي كانت مختومة بك…..
آخر ما إستعدته منك…..
مريم الشكيليه /سلطنة عمان